مش معنى ان عندك بضاعة يبقى انت في أمان، لا انت ممكن تفلس وراس مالك يصدي، عادي جداً..
مبدئياً بس أنا مش بتاع اقتصاد، أنا من الوحشين بتوع التسويق وبحاول احلل الأرقام الرسمية اللي الاقتصاديين حطوها بين ايدينا عشان نعرف الوضع رايح فين الفترة الجاية، وبالتالي أقدر أستخلص معلومة مفيدة آخد بيها قرار مفيد ليا وللعملاء بتوعي. وعشان أنا من مصر المحروسة وتجنبا للتعليقات اللي حاتقول خليك في حالك، أنا فعلاً حاخليني في حالي وحال بلدي وححاول أشوف الأحداث العالمية بعيوني كمصري..
الأحداث العالمية اللي حاصلة حوالينا، من توابع تأثير أزمة كورونا، والصين اللي قاعدة تقفل وتفتح، والتضخم العالمي، وحرب روسيا على أوكرانيا، وقرارات رفع الفائدة اللي بيعملها البنك الفيدرالي الأمريكي، والأحداث المصرية زي قرارات البنك المركزي المصري برفع الفائدة، وتدخله في رفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، وقرارات منع الاستيراد من خارج مصر، كل ده بيجبرنا نحلل المعطيات دي وندرس تأثيرها علينا.
نبدأ من وقت لما بدأت تهل علينا بشائر انفراج ازمة كورونا، ووقتها كانت طبيعة المكالمات الواردة لينا بتدور حول نقطة واحدة هي الترويج بغرض زيادة المبيعات ومحاولة تعويض وقت الركود اللي حصل في الأزمة، والحمد لله ربنا وفقنا وقدرنا اننا نحققلهم اللي هما طلبوه وزيادة كمان، والناس باعت وكسبت وكل الأطراف كانوا راضيين ومبسوطين.
لكن فجأة المستودعات فضيت، ومفيش طريقة نجيب بيها بضاعة ولو لقينا طريقة للبضاعة مش بنلاقي دولارات نشتريها بيها.. طيب إيه اللي حصل بقى وخلى حنفية البضاعة اتقفلت
ندخل عالأرقام ونحاول ناخد الأمور بالهداوة ونحلل شوية الأرقام اللي حيلتنا:
في مارس ٢٠٢٢
يوم ١٦ مارس، الفيدرالي رفع الفائدة ٠,٢٥٪
وبعدها في يوم ٢١ مارس، المركزي المصري رفع الفائدة ١٪
– في مايو ٢٠٢٢
يوم ٤ مايو، الفيدرالي رفع الفائدة ٠,٥٠٪
وبعدها في يوم ١٩ مايو، المركزي المصري رفع الفائدة ٢٠٠ نقطة أساس يعني ٢٪
كده كلاكيت تاني مرة الزيادة في مصر ٤ أضعاف أمريكا
– وكده ياحلوين نبقى وصلنا ليونيو ٢٠٢٢
يوم ١٥ يونيو، الحاج الفيدرالي رفع الفائدة ٠,٧٥٪
طيب إيه؟؟؟
لو صحينا بكرة (الخميس ٢٣ يونيو ٢٠٢٢) ولقينا ان لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري قررت انهم يفضلوا ماشيين على نسبة ٤:١ كده يبقى الفائدة حتترفع ٣٪ يعني بدل ١١.٢٥٪ حتبقى ١٤.٢٥٪ وده لو حصل حيبقى بالبلدي مالهوش غير تفسير واحد وهو استمرار توجيه الناس انهم يحطوا فلوسهم في البنك وياخدوا فوائد عليها ويناموا.
للأسف الغالبية معندهمش وعي كافي وحيبقوا فرحانين بالفوائد اللي بياخدوها ومش حاسبين حساب ان الفلوس والمدخرات بتاعتهم التضخم بياكلها حرفياً وقيمتها الحقيقية بتقل مع الوقت..
ناخد مثال سريع ومبسط خالص نفهم بيه الحاصل:
لو افترضنا اننا عملنا استثمار بـ ١٠٠ جنيه وجاب لنا عائد بنسبة ١٠٪ السنة دي، يبقى آخر السنة حيبقى معانا ١١٠ جنيه وكده من الناحية المحاسبية احنا كسبانين ١٠ جنيه على القيمة الإسمية للفلوس..
لكن للأسف الحلو مايكملش، لأن لو كان معدل التضخم بمقدار ١٥٪ وده معناه ان السلع اللي نقدر نشتريها السنة دي بـ ١٠٠ جنيه وحبينا نشتريها بعد سنة حيكون سعرها ١١٥ جنيه، وبالتطبيق على المثال بتاعنا يبقى احنا كده فعلياً خسرانين ٥ جنيه من تأثير التضخم بس..
من اللي فات نفهم ان رؤية الحكومة انها تقلل النقد المتاح في إيد الناس عشان تقلل القوة الشرائية من ناحية، ومن ناحية تانية بتحاول تقلل الطلب على الدولار الأمريكي عن طريق تقليل الحاجات اللي بنستعمل الدولار فيها وهي الاستيراد.
وبغض النظر عن اللي بتعمله الحكومة وهل هو صح أو غلط عشان ده مش شغلنا، ومش موضوعنا، ورأينا مش حايغير من الواقع حاجة، يبقى احنا دورنا اننا نفكر سوا في حلول نزود بيها دخلنا أو عالاقل نحافظ بيها على أعمالنا الفترة اللي جاية لحد أما ربنا يكتب إن الأزمة دي تعدي هي كمان..
وبافتراض انك بتقدم صنف متاح وتقدر توفره في الوضع الحالي، فانت حالك أفضل من ناس كتير جداً في السوق ده، وكده يبقى بالإضافة للعوامل اللي كنت بتسعر بيها قبل كده، زود الكام نقطة دول عشان تقدر تقاوم وتستمر:
١- إوعى تعتمد على القيمة الإسمية اللي مكتوبة عالفلوس لوحدها، الموضوع مش حسابات وبس.
٢- لازم تخلي عينك على معدل التضخم لأنه بياكل الفلوس زي ما الصدأ بياكل الحديد بالضبط.
٣- عينك على توقعات فرق سعر صرف العملة.
٤- حاول تجيب رقم تقريبي لمدى تمسك عملائك بالمنتج بتاعك وإمكانية استبداله بمنتج اقل سعرا أو إلغاء استخدامه من الأساس، ممكن تقرأ أكتر عن تكلفة الفرصة البديلة.
٥- شوف كمان سرعة دوران رأس المال لأن في السوق المتقلب ده، كل ما كانت سرعة اغلاق الصفقات اسرع يبقى وضعك أفضل.
٦- استغنى أو أجل أي مصروف ترفيهي وغير ضروري لحد مالرؤية توضح واصرف بس على الأولويات.
٧- حاول ماتبيعش آجل.
٨- حاول ماتبيعش آجل.
٩- حاول ماتبيعش آجل.
١٠- حاول ماتبيعش آجل.
في الآخر لو انت كملت قراءة لحد هنا فأنا باشكرك جداً لاهتمامك باللي باكتبه، وبأكد إن كلامي مفتوح للنقاش، فلو حد حابب يضيف أو يعدل أو حتى يعلمني حاجة جديدة يتفضل..